تأويل القرآن العظيم-المجلد السادس
أنوار التنزيل وحقائق التأويل
Description de l’éditeur
تأويل القرآن العظيم-المجفي هذا السِفر المبارك نجد:
شروحات أتت على آيات باهرة من المراد الإلٓهي، والمآل المرام به من قوله تعالى بالقرآن العظيم.
بأسلوبها الساحر للألباب، ببلاغتها السامية التي لا يطار لها بجناح على ما فيها من البساطة في التعبير، فهي بحق من أسلوب السهل الممتنع، جاءت:
لترقى بالإنسانية إلى أفق سامٍ، ولتنزيهها عن الشهوات البهيمية، تأمر بالمعروف ناهية عن المنكر، حاثة على الفضائل والكمال، تقبِّح الرذائل والأوهام، تدعو الإنسان من بني آدم عليه السلام أيّاً كان أبيض أم أسود أم أصفر للأخوَّة والمودَّة بالقربى لإخوانهم بالبشرية، بل الإحسان للخلق كافة، فيكون الإنسان أخاً محبّاً للإنسان.
وترسم خطة النجاح الحقيقي والفلاح الدائم والسلام، وطريق السلوك القويم الذي سلكه كافة الرسل والأنبياء، وصحب النبي ﷺ الذين سادوا به القارات الثلاث آنذاك، ونقلوا به روحانية الرسول ﷺ لكافة شعوب الأرض، والتي تنقلهم للجنات لعقود خلت، حتى تغنَّى به ﷺ أهل الصين وبلاد ما وراء النهرين بالقول:
أنت شمـس أنت قمر أنت نور فـوق نور
أنت إكسير وغالٍ أنت يا وجه الســــرور
بهذا السلوك حيث الوصول للإيمان الحق بلا إلٓه إلا الله يزول من الإنسان كل أثر لأنانية، ويحيا لنفع إخوانه بالإنسانية، وينقلب القساة الجفاة قدوة برحمتهم للرحماء، ذوو نفوس كريمة، لا يقابلون مسيئاً بإساءته، ولا يحقدون على إنسان، بل إذا ملكوا عفوا، وإذا نالوا أنالوا..
ويعجز البيان ويقصر اللسان عن تبيان ما تتضمنه كل آية، لا بل كل كلمة من كلمات القرآن الكريم من معان، لأنه كلما أقبل الإنسان على خالقه أكثر وأكثر تفتحت له معانٍ جديدة من كلام الله تعالى، وكان الشهود لديه أوسع وأظهر، ولا شك أن هذا رقيٌ ليس له حد ولا انتهاء.
تنزيل من حضرة الله ورسوله العظيم إلى عباده الصادقين المخلصين وللحقّ على الباطل ناصرين، الذين يبغون وجه الحقّ والحقيقة والدين، ولو عارضت آراء المنحرفين، بل لو أطبق ضدّهم آل الثقلين ... من لا يخشون في الحقّ لومة لائم .. ولا ينزاحون عن طلب اليقين من ربّ اليقين ...
الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى ...
ومن تكن برسول الله نصرته إن تلقه الأسد في آجامها تجم