صدف البح‪ر‬

تمر الأيّام، وتمضي السنون، وكل يوم هو هبة من الخالق عز وجل، نتعلم منه، فبعد تفكير عميق، وحديث بيني وبين نفسي، قررت أن أجمع هذه النصوص التي قمت بكتابتها ووضعها في كتاب واحد، فبعضها من تجاربي الشّخصية، وبعضها من حكايات الأحبة، وبعضها من دورات وكتب قرأتها. هذا الكتاب هو تجربتي الأولى، والسبب الذي دعاني لاختيار هذا العنوان، هو أنني من محبي البحر بكل ما يحتويه، وفي كل مرة أرتاده أرى الأصداف قد تناثرت بين طيات حبات الرّمل، فأقوم بجمعها، ولكنني مهما جمعت أرى الكثير منها في كل مكان، وفي كل مرة أرى الأعداد كبيرة، وبأنواع وأشكال مختلفة. فأصداف البحر التي نراها ترسو على شاطئ البحر، أشعر بأنها لا تنتهي مهما قمنا بجمعها، فالبحر يقوم بجلبها لنا على شاطئه، ومازال في جعبته الكثير الكثير، وهي تشبه هذه النّصوص التّي قمت بكتابتها، فمهما قمنا بالكتابة والتعلم، هناك تفاصيل في الحياة نجهلها، فالتعلم لا يقف عند عمر معين، أو وقت معين، فالعلم مستمر، فمن يظن أنه يعلم كل شيء برأيي هو جاهل أو على حافة الجهل، فالعلم بحر واسع فمهما شربنا منه لن نرتوي، ومهما أخذنا منه نجد أنفسنا نريد المزيد. عزيزي القارىء: إليك هذه الأصداف التي جمعتها، وكلي أمل أن تجد بكل صدفة لؤلؤةً قيمة تكون ذا فائدة تجعل منك شخصًا شغوفًا محبًا وباحثًا عن العلم، وتكون هذه الأصداف تحفيزًا لك كما كانت لي. اجعل لك هدفًا، واعثر على ما يثير اهتمامك بهذه الحياة، واستمتع بها ...... وتعلم نعم تعلم شيئًا جديدًا كل يوم.